منذ فجر التاريخ ؛ والعدو دائمًا على الأبواب .
يتبدل اسمه ، ويغيّر أدواته ، لكن يبقى ثابتًا في غايته ؛ محاولة اختراق هذه الأرض وكسر إرادة أهلها .
من الهكسوس في العصور القديمة ، إلى الحملات الصليبية ، إلى الاحتلال العثماني ثم الاستعمار الأوروبي ، ظلّت مصر قلب الصراع ومحور المواجهة .
العدو لا يقف عند حدود عسكرية فقط ، بل كثيرًا ما جاء في صورة فكر أو دسائس داخلية أو ضغوط اقتصادية .
فمرة يسعى إلى تفكيك وحدة الصف الوطني ، وأخرى يحاول ضرب الثقة بين الشعب ومؤسساته ، وثالثة يستخدم الإعلام الموجّه كأداة لا تقل خطورة عن السلاح .
ومع ذلك ؛ كان الثابت دومًا هو وعي المصريين بأن العدو على الأبواب لا يرحل إلا حين يتوحد الصف .
لقد علمتنا حرب أكتوبر أن الانتصار لا يأتي بالصدفة ، بل بالاستعداد الجيد والقيادة الحكيمة والإيمان العميق بعدالة القضية .
كما علمتنا التجارب الحديثة أن الأخطار قد لا تأتي بجيوش غازية فقط ، وإنما بأفكار هدامة أو محاولات لنشر الفوضى عبر الداخل .
اليوم ؛ ونحن في مواجهة تحديات متجددة – من الإرهاب إلى الحروب غير التقليدية – يتأكد أن المعركة لم تنتهِ .
فإذا كان عدو الأمس يطرق الأبواب بالدبابات ، فإن عدو اليوم يتسلل عبر منصات التواصل والإشاعات والحروب الاقتصادية .
الكلمة الفصل ؛'
الأمن القومي لا يُحمى بالحدود فقط ، بل بالوعي الجمعي للشعب ، والقدرة على التمييز بين الصديق والخصم ، والاستعداد الدائم لمواجهة كل أشكال العدوان .
من أول التاريخ ؛ والعدو دائمًا على الأبواب ، لكن مصر دائمًا قادرة على صدّه ، لأن لديها سلاحًا أقوى من كل الأسلحة ؛
إرادة البقاء والقدرة على التجدد .