تم نسخ الرابط

القضية الفلسطينية بين خطط السلام الدولية والتصعيد الميداني

القضية الفلسطينية بين خطط السلام الدولية والتصعيد الميداني

غزة - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-10-02 23:07:57 اخر تحديث: 2025-10-02 23:07:57

اعداد/ محمد الفحله 

تشهد القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الأحداث على المستويين السياسي والميداني، حيث تتداخل مبادرات السلام الدولية مع مشاهد ميدانية تعكس استمرار الأزمات الإنسانية والمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني. وفيما يلي أبرز التطورات

أولاً: خطة السلام الأمريكية… محاولة جديدة لإنهاء الحرب

قدمت الإدارة الأمريكية خطة سياسية متكاملة لوقف القتال في قطاع غزة، تضمنت وقفًا فوريًا لإطلاق النار، تبادل الأسرى، انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، وإقامة إدارة انتقالية للقطاع بإشراف دولي لضمان إعادة الإعمار.

الخطة لاقت ترحيبًا أوليًا من بعض القوى الدولية، بينما أبدت إسرائيل موافقة مشروطة على عدد من بنودها. أما حركة حماس فما زالت تدرس الموقف وسط ضغوط إقليمية ودولية لحثها على القبول، باعتبار أن هذه المبادرة قد تمثل نقطة تحول في مسار الأزمة الممتدة.

ثانياً: أسطول الصمود… اختبار جديد للإرادة الدولية

في مشهد يعكس تدهور الوضع الإنساني في غزة، انطلق أسطول دولي محمّل بمساعدات غذائية وطبية في محاولة لكسر الحصار البحري. إلا أن البحرية الإسرائيلية اعترضت الأسطول واحتجزت عشرات السفن ومئات النشطاء الدوليين.

هذا الحادث أثار موجة من الإدانات الواسعة وفتح الباب أمام احتجاجات في عواصم أوروبية عديدة، حيث اعتبره ناشطون ومنظمات حقوقية انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ودليلًا على استمرار معاناة سكان القطاع من نقص الإمدادات الأساسية.

ثالثاً: الضفة الغربية بين الاستيطان وتآكل الأمل

بالتوازي مع أحداث غزة، تشهد الضفة الغربية حملة استيطانية متصاعدة، حيث تتوسع المستوطنات وتُجرف الأراضي الزراعية الفلسطينية، في ظل إجراءات أمنية مشددة تزيد من صعوبة الحياة اليومية للفلسطينيين.

ويرى مراقبون أن هذه السياسات تعمّق من مأزق حل الدولتين، إذ تضعف إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وتخلق وقائع ميدانية جديدة تهدد أي تسوية مستقبلية عادلة.

رابعاً: تراجع الثقة في الداخل الفلسطيني

على الصعيد الداخلي، يعيش الشارع الفلسطيني حالة من الإحباط وفقدان الثقة في القيادات السياسية. فقد تراجعت شعبية بعض القوى، وارتفعت الأصوات المطالبة بخيارات بديلة، منها تشكيل حكومة انتقالية أو إدارة دولية مؤقتة لقطاع غزة بعيدًا عن التجاذبات السياسية.

هذا التوجه يعكس رغبة لدى قطاع من الفلسطينيين في إيجاد صيغة جديدة تضع حدًا للانقسام، وتفتح المجال أمام مرحلة من إعادة البناء واستعادة الاستقرار.

خامساً: الموقف المصري والإقليمي… خطوط حمراء واضحة

مصر، بحكم موقعها ودورها التاريخي، شددت مجددًا على رفضها التام لأي محاولات لتهجير سكان غزة قسريًا، مؤكدة أن ذلك يمثل تهديدًا مباشرًا لجوهر القضية الفلسطينية. كما تواصل القاهرة جهودها بالتعاون مع دول إقليمية مثل قطر وتركيا للضغط على الأطراف المعنية من أجل القبول بوقف إطلاق النار والانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.

وعلى المستوى الدولي، تتكثف التحركات الدبلوماسية لعقد تفاهمات تُلزم إسرائيل بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، مع تأكيد على ضرورة معالجة جذور الأزمة وليس الاكتفاء بحلول مؤقتة.

الخلاصة:

القضية الفلسطينية تقف اليوم عند مفترق طرق حاسم:

إما القبول بخطة دولية قد تفتح الباب أمام تهدئة طويلة المدى.

أو استمرار التصعيد الميداني الذي يهدد بالمزيد من المعاناة والدمار.

وبينما يترقب العالم موقف الأطراف الأساسية من هذه المبادرات، يظل الشعب الفلسطيني هو الطرف الأكثر تضررًا من استمرار الأزمة، في انتظار حلول حقيقية تضمن له حقه في الحياة والحرية وإقامة دولته المستقلة.