المستشار ياسر مراون
في الأسابيع الأخيرة ظهر بوضوح أن دولة الاحتلال تتبع أسلوب "الأرض المحروقة" .
فهي تحاول أن تفرض رواية زائفة بأن فلسطين لم تعد موجودة كأرض وهوية .
ولكي تحقق ذلك ترمي بكل قواتها وإمكاناتها العسكرية على شعب أعزل لا يملك أدوات المواجهة المتكافئة .
ثم تروّج أن الهدف هو دفع الفلسطينيين قسراً نحو الحدود المصرية .
هذه السياسة ليست مجرد تصعيد عسكري بل هي ورقة ضغط محسوبة في العقلية الإسرائيلية .
عقلية تتجاوز حدود المنطق والعقل لتصنع واقعاً جديداً يخدم مصالحها ويؤسس لمشروع تهجير طالما سعت إليه .
لكنها في الحقيقة تكشف هشاشة الموقف الإسرائيلي الذي يلجأ إلى سياسات خبيثة بعدما فشل في فرض الاستقرار على الأرض .
في المقابل يزداد الاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٤٨ وعاصمتها القدس الشرقية .
وهذا ليس مجرد موقف إنساني أو قانوني بل هو ثمرة جهود دبلوماسية واستخباراتية تقودها مصر بمهارة .
فمصر تدرك أن استمرار الأزمة يعني تهديد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء .
ولذلك تعمل على حشد الدعم وبلورة مواقف قادرة على وضع حد لهذه الدوامة .
الرسالة التي يجب أن تفهمها إسرائيل بوضوح هي أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها .
ولن تكون ساحة لتصفية حسابات إسرائيلية على حساب الأمن القومي المصري .
الجيش المصري والشعب المصري جاهزون لأي سيناريو قد تفرضه الظروف سواء كان سياسياً أو عسكرياً .
والإيمان العميق بأن "حفظ الله مصر وشعبها" هو السلاح الحقيقي الذي يمنح هذا الموقف قوته .
إنها معركة وجود وليست مجرد أزمة سياسية عابرة .
ومصر تثبت في كل محطة أنها قادرة على إدارة الملفات الكبرى بحكمة عندما يتطلب الأمر .
وبقوة عندما يحاول الآخرون العبث بثوابتها الوطنية .