تم نسخ الرابط

قوات الدعم السريع تسيطر على مثلث حدودي استراتيجي مع مصر وليبيا وسط انسحاب الجيش السوداني

قوات الدعم السريع تسيطر على مثلث حدودي استراتيجي مع مصر وليبيا وسط انسحاب الجيش السوداني

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-06-12 19:11:53 اخر تحديث: 2025-06-12 19:11:53

اعداد: محمد الفحله

في تطور عسكري لافت، أعلنت قوات الدعم السريع (RSF) سيطرتها الكاملة على منطقة حدودية استراتيجية تقع في المثلث الجغرافي بين السودان، مصر، وليبيا، وذلك بعد انسحاب مفاجئ للجيش السوداني من المنطقة في خطوة وصفها بأنها "ترتيبات دفاعية مؤقتة".

وأكدت مصادر ميدانية أن قوات RSF دخلت المنطقة دون قتال يُذكر، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بشأن الدوافع الحقيقية للانسحاب، في وقت تزداد فيه تعقيدات النزاع الأهلي الممتد منذ أكثر من عام.


انسحاب تكتيكي أم هزيمة ميدانية؟

أوضح بيان صادر عن قيادة الجيش السوداني أن "القوات أعادت تموضعها ضمن خطة دفاعية تهدف لإعادة توزيع القوات في مواجهة تهديدات متعددة"، في إشارة إلى مزاعم عن هجوم مشترك شاركت فيه، إلى جانب RSF، مجموعات مسلحة مدعومة من اللواء الليبي خليفة حفتر، وهو ما نفته ليبيا رسميًا.

في المقابل، اعتبرت RSF أن "المنطقة أصبحت آمنة وخاضعة لسيطرتها الكاملة"، مؤكدة أنها تهدف إلى "حماية المدنيين وتأمين الحدود".


أبعاد جغرافية وعسكرية

المنطقة الحدودية المعنية تُعد من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في السودان، حيث تشكل ممرًا محتملاً لتهريب السلاح والبشر، بالإضافة إلى ارتباطها بمسارات الإمداد من خارج البلاد.

ويرى مراقبون أن السيطرة على هذه المنطقة قد تمنح RSF تفوقًا لوجستيًا وعسكريًا، وتفتح أمامها المجال لتعزيز نفوذها غرب البلاد، لا سيما في ظل ما يوصف بانهيار نسبي للقدرة القتالية للقوات الحكومية في بعض الجبهات.


السياق الأوسع: حرب مفتوحة وتدخلات إقليمية

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 24 ألف شخص ونزوح ما يزيد عن 13 مليونًا، بينهم أربعة ملايين لجأوا إلى دول الجوار، وعلى رأسها مصر وتشاد.

وتُتهم أطراف خارجية بلعب أدوار غير مباشرة في النزاع، من خلال الدعم العسكري أو السياسي، ما زاد من تعقيد الأزمة ومنع الوصول إلى تسوية سياسية شاملة حتى الآن.


ردود فعل وانتقادات

أثار انسحاب الجيش السوداني من هذه المنطقة الحيوية تساؤلات عديدة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبره البعض دليلاً على تراجع سيطرة الحكومة على الأرض، بينما دعت منظمات حقوقية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين ومنع تفاقم الوضع.


خاتمة: أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات

تُشير السيطرة الأخيرة لقوات RSF إلى تحول في ميزان القوى الميداني، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع قد تكون أكثر تعقيدًا، خاصة مع قرب الحدود الدولية واحتمال تورط أطراف إقليمية. ويبقى السؤال المطروح: هل تتجه السودان إلى مزيد من الانقسام، أم أن هناك فرصة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من الدولة ومؤسساتها؟