اعداد:محمد الفحله
في مشهد امتزج فيه الفخر الوطني بالحزن النبيل، شهدت ساحة مصر بمحافظة بورسعيد مساء أمس فعالية إحياء الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، بحضور رفيع المستوى تقدم صفوفه اللواء دكتور خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، واللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، وسط مشاركة واسعة من أبناء المحافظة والقيادات التنفيذية والشعبية.
بدأت الفعالية في أجواء وطنية مؤثرة، أكدت على روح الانتماء والوفاء للوطن، بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، والدكتور عبدالله الشريف مساعد مستشار رئيس الجمهورية، وعميد حسام محمد علي نائب المستشار العسكري، والأستاذة سمر موافي رئيس حي شرق و البشمهندس محمد سلامه لامين العام لحزب حماة الوطن بالمحافظة، وعدد من الشخصيات العامة.
وفي كلمته خلال الفعالية، شدد محافظ بورسعيد على أن ثورة 30 يونيو كانت محطة فاصلة في تاريخ الدولة المصرية، أعاد فيها الشعب المصري فرض إرادته الحرة، وبدأت البلاد منها طريقًا جديدًا نحو الاستقرار والتنمية، مؤكدًا أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي كان عند ثقة الشعب عندما انحاز لخياره الوطني في تلك اللحظة الحرجة.
وأضاف المحافظ أن ما تشهده مصر اليوم من مشروعات قومية وتنموية كبرى وبنية تحتية حديثة ما هو إلا نتاج إخلاص القيادة السياسية، وعزيمة المصريين، مشيرًا إلى أن بورسعيد، التي كانت دائمًا في طليعة صفوف الوطنية، تواصل الآن مسيرتها كقاطرة تنمية في الجمهورية الجديدة.
وفي لمسة إنسانية نبيلة، أعلن اللواء محب حبشي إلغاء الفقرات الفنية التي كانت مقررة ضمن برنامج الفعالية، تضامنًا مع أسر شهيدات لقمة العيش من محافظة المنوفية، اللواتي لقين مصرعهن في حادث أليم على الطريق الإقليمي، مؤكدًا أن مشاعر الحزن التي تعم الشارع المصري تستوجب الوقوف احترامًا وتقديرًا لذكراهن، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا.
من جانبه، أعرب اللواء دكتور خالد فودة عن سعادته بزيارة بورسعيد خلال هذه الذكرى الوطنية، مثمنًا الجهود المبذولة في المحافظة، والتي وصفها بأنها نموذجًا حقيقيًا للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن بورسعيد أصبحت اليوم نقطة إشعاع تنموي في مختلف القطاعات.
وأطلق مستشار رئيس الجمهورية خلال كلمته مبادرة "السياحة في بورسعيد"، التي تهدف إلى الترويج للمدينة الباسلة كوجهة سياحية متميزة، وفتح آفاق جديدة لفرص العمل لأبناء المحافظة، مؤكدًا دعم رئاسة الجمهورية الكامل للمبادرة بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بقيادة المحافظ.
كما أعرب فودة عن تضامنه الكامل مع أسر الشهيدات، وشارك في قرار إلغاء الفقرات الفنية حدادًا، داعيًا الله أن يتغمدهن برحمته، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء.
وفي ختام الفعالية، سادت أجواء من الاحترام والتأمل، جسدت وحدة الشعب المصري، وإيمانه العميق بأن بناء الوطن لا ينفصل عن إنسانيته، وأن مسيرة التنمية لا تنسى لحظة الحزن ولا تتجاهل من ضحوا في سبيل لقمة العيش.
30 يونيو في بورسعيد.. ذكرى وطن ودمعة وفاء.