اعداد:محمد الفحله
في مشهد يتكرر منذ أشهر، عادت أصوات الانفجارات لتدوّي في أرجاء قطاع غزة، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 25 شخصًا، من بينهم مسعف يعمل في مستشفى ميداني في منطقة المواصي جنوب غرب القطاع، في حادثة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الإنسانية والطبية.
تأتي هذه الضربات في سياق تصعيد مستمر تشهده الحدود مع إسرائيل منذ بداية العام، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرق التهدئة المؤقتة، فيما يبقى المدنيون هم الضحايا الأبرز في هذه الحلقة الدامية.
في موازاة التصعيد، بدأت في القاهرة جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين حركة "حماس" والوسطاء المصريين والقطريين، حيث وصل وفد من الحركة لمناقشة مقترح جديد لوقف إطلاق النار. ووفقًا لمصادر مطلعة، يتضمن المقترح ترتيبات أمنية مؤقتة، وتسهيلات إنسانية مشروطة بوقف الهجمات من الطرفين.
من جانبها، أعلنت مصر أنها تكثف اتصالاتها مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة في محاولة لدفع الجانبين نحو هدنة طويلة الأمد، بينما عبّر دبلوماسيون أوروبيون عن قلقهم البالغ من انهيار أي أمل في التهدئة ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية لخفض التوتر.
وفي ظل هذا المشهد المتأزم، تزداد معاناة سكان غزة الذين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة، وسط تدهور في البنية التحتية الصحية وتراجع حاد في الخدمات الأساسية، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي بشأن قدرته على وقف دوامة العنف، وإحياء المسار السياسي الغائب.