تم نسخ الرابط

الشرق الأوسط يودّع البابا فرنسيس: صوت السلام يترجل

الشرق الأوسط يودّع البابا فرنسيس: صوت السلام يترجل

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-04-22 13:53:18 اخر تحديث: 2025-04-22 13:53:18

اعداد:محمد الفحله

غيب الموت البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد مسيرة روحية وإنسانية امتدت لأكثر من عقد في الفاتيكان، تميزت بحضور لافت في ملفات السلام والعدالة الاجتماعية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، حيث ترك بصمات لا تُمحى.

ونعت شخصيات دينية وسياسية من مختلف أنحاء الشرق الأوسط البابا الراحل، مشيدين بمواقفه الجريئة تجاه قضايا اللاجئين والحروب، ودعواته المتكررة لوقف العنف في سوريا والعراق واليمن. وأبرز ما طُرح كان وصفه بـ"صوت الضمير العالمي" الذي لم يتردد في مخاطبة أطراف النزاع بكلمات الحق، دون مجاملة.

وفي بغداد، أعاد كثيرون التذكير بالزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق عام 2021، حيث التقى بالمرجع الشيعي علي السيستاني في النجف، وزار مدينة الموصل المدمرة بفعل الحرب ضد "داعش"، ووقف وسط أنقاض كنائسها داعيًا إلى التعايش والمغفرة. تلك الزيارة، التي وصفت حينها بـ"المعجزة السياسية والدينية"، لا تزال حية في ذاكرة العراقيين، مسلمين ومسيحيين على السواء.

وفي سوريا، أصدرت بطريركية أنطاكية بيانًا عبّرت فيه عن "حزنها العميق لرحيل رجل السلام"، مشيدة بصلواته المستمرة من أجل الشعب السوري، ومبادرته عام 2013 للوقوف ضد التدخل العسكري الدولي، التي ساهمت حينها في تغيير مسار الأحداث.

كما عبّر الأزهر الشريف عن تعازيه، مشيدًا بعلاقاته الإيجابية مع البابا، التي ساهمت في إطلاق "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، في أبوظبي عام 2019، والتي دعت إلى تعزيز الحوار بين الأديان ونبذ خطاب الكراهية.

الشرق الأوسط، الذي عرف البابا فرنسيس كصوت داعم للضحايا لا للحكومات، يودعه اليوم بحزن كبير، وسط تساؤلات حول ما إذا كان خليفته سيواصل نفس النهج الإنساني الجريء، أم أن رياح السياسة الكنسية ستأخذ مسارًا جديدًا.