تم نسخ الرابط

الشباب والسياسة: كيف تستعيد الأحزاب ثقة الجيل الجديد؟

الشباب والسياسة: كيف تستعيد الأحزاب ثقة الجيل الجديد؟

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-07-12 17:09:25 اخر تحديث: 2025-07-12 17:09:25

إعداد/ محمد الفحلة

في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية المتسارعة، بات من الضروري أن تعيد الأحزاب السياسية النظر في علاقتها بالشباب، خاصة بعد أن شهدت السنوات الأخيرة عزوفًا ملحوظًا من جانب الجيل الجديد عن الانخراط في العمل الحزبي أو السياسي. فهل آن الأوان لتجديد الخطاب، وتطوير الأدوات، واستعادة الثقة؟

فجوة ثقة... أم غياب فرص؟

يتفق الكثير من المراقبين على أن الفجوة بين الشباب والأحزاب ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات من غياب التمثيل الحقيقي لهم داخل الهياكل الحزبية، بجانب خطاب سياسي تقليدي لا يخاطب تطلعاتهم ولا يستوعب همومهم اليومية.

يقول محمد عبد الرحمن، طالب جامعي وأحد النشطاء الشباب:

"الخطاب السياسي في كثير من الأحيان بعيد عنا. نريد من الأحزاب أن تنزل للشارع، أن تستمع إلينا بدلًا من الحديث عنا".

مبادرات ناجحة تُلهم

ورغم هذا الواقع، تظهر مبادرات إيجابية تُعيد الأمل. ففي محافظة بورسعيد، على سبيل المثال، أطلق حزب حماة الوطن عددًا من الأنشطة التوعوية والندوات الثقافية التي تستهدف فئة الشباب، إلى جانب برامج التدريب السياسي الصيفية وورش العمل المجتمعية.

يقول المهندس محمد سلامة، أمين عام الحزب ببورسعيد:

"نحن نؤمن أن الشباب هم مستقبل العمل السياسي في مصر، لذلك نعمل على دمجهم في صفوف الحزب، وتكليفهم بمسؤوليات حقيقية تمكنهم من التعبير والمشاركة في صنع القرار".

التكنولوجيا في خدمة التفاعل

الشباب يعيشون اليوم في عالم رقمي، لذا بات من الضروري للأحزاب السياسية أن تطوّر من أدوات تواصلها. بعض الأحزاب بدأت في استخدام المنصات الرقمية لإجراء نقاشات حية، واستطلاعات رأي، وحتى تنظيم مؤتمرات افتراضية.

وترى آية الشرقاوي، باحثة في العلوم السياسية، أن:

"من لا يستطيع مخاطبة الشباب بلغتهم، سيفقدهم. الأحزاب مطالبة بإعادة إنتاج نفسها بلغة هذا الجيل، وإشراكه بصدق لا لمجرد الزينة أو الاستعراض".

ما الذي يريده الشباب؟

الشباب لا يبحثون فقط عن مكان يجلسون فيه، بل عن دور حقيقي. يريدون أن تُفتح أمامهم أبواب التأثير، وأن يُمنحوا الأدوات والحرية لطرح رؤاهم. يريدون سياسات تُعالج البطالة، التعليم، والسكن، لا مجرد شعارات.

الخلاصة

استعادة ثقة الشباب لن تكون ببيانات إعلامية، بل بإجراءات حقيقية تبدأ بالاستماع، وتُبنى على المشاركة، وتنتهي بتمكين حقيقي داخل الأحزاب. الجيل الجديد لا ينتظر من يدعوه، بل من يؤمن به.