اعداد:محمد الفحله
في خطوة تعكس رؤية الدولة المصرية للتحول الرقمي وتحقيق التنمية المستدامة، تواصل محافظة بورسعيد ريادتها كأول محافظة رقمية في مصر، من خلال تطبيق شامل لمنظومة الخدمات الحكومية الرقمية، التي غيرت جذريًا أسلوب تعامل المواطن مع الجهات الرسمية، وساهمت في تقليل البيروقراطية وتسهيل الإجراءات.
وقد أعلنت محافظة بورسعيد، بقيادة اللواء أركان حرب محب حبشي، أن أكثر من 95% من الخدمات الحكومية الأساسية أصبحت متاحة بشكل رقمي، وذلك في قطاعات التموين، الصحة، المرور، المحليات، التراخيص، وغيرها من الخدمات الحيوية التي كانت تتطلب في السابق وقتًا وجهدًا كبيرًا.
وأكد المحافظ في تصريحاته الأخيرة أن منظومة التحول الرقمي في بورسعيد لم تكن مجرد تجربة، بل نموذجًا ناجحًا يحتذى به على مستوى الجمهورية، لافتًا إلى أن التوسع في مراكز تقديم الخدمات الرقمية، وتدريب الموظفين، واعتماد منظومات الحجز والاستعلام الإلكتروني، ساهم في تحقيق هذا النجاح.
وأشار إلى أن المحافظة نجحت في تقليل التكدس داخل المصالح الحكومية بنسبة تجاوزت 70%، ما انعكس إيجابيًا على رضا المواطنين، وساعد في القضاء على مظاهر الفساد الإداري المرتبط بتعاملات الأوراق والتوقيعات اليدوية.
وفي جولة على أحد مراكز خدمات المواطنين الرقمية بحي الشرق، أعرب المواطنون عن ارتياحهم الشديد لهذا التحول، حيث قال أحد المتعاملين: "كنت أقف بالساعات لاستخراج شهادة ميلاد أو تجديد رخصة... الآن أنهي الإجراءات خلال دقائق عبر المنصة الرقمية أو المركز الموحد".
وفي السياق ذاته، أشاد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال زيارته الأخيرة لبورسعيد، بالتجربة الرائدة للمحافظة، مشيرًا إلى أن ما تحقق يعكس القدرة المصرية على التطوير الذاتي وبناء بنية تحتية رقمية قوية.
من جهة أخرى، تعمل المحافظة حاليًا على توسيع دائرة الرقمنة لتشمل التعليم والخدمات الصحية، من خلال رقمنة ملفات الطلاب وميكنة العيادات والمستشفيات الحكومية، لضمان خدمة أكثر كفاءة وسرعة.
وتتجه الأنظار الآن إلى كيفية نقل التجربة إلى باقي المحافظات، وهو ما يتم بالفعل بدعم من مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية، لتصبح بورسعيد نقطة انطلاق لجمهورية جديدة تعتمد على العلم والتكنولوجيا والخدمات الذكية.
