اعداد: محمد الفحلة
في ظل تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، برزت خلال الساعات الماضية تحركات وتحذيرات دولية تشير إلى أن الصراع قد يتوسع ليأخذ طابعًا إقليميًا ودوليًا. الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، دخلت على خط الأزمة بوضوح، بينما تتخذ أوروبا مواقف متباينة، يطغى عليها القلق والانكفاء الدبلوماسي.
واشنطن تُلوّح بالقوة
نقلت الولايات المتحدة عددًا من قاذفاتها الاستراتيجية من طراز B‑2 Spirit إلى قواعد عسكرية في ولايتي نيفادا وداكوتا، بالإضافة إلى قاعدة جوية في جزيرة "غوام" بالمحيط الهادئ. وتُعد هذه الخطوة بمثابة رسالة ردع واضحة لطهران، تعكس جدية واشنطن في الاستعداد لأي سيناريو تصعيدي قادم.
وفي خطاب ألقاه من ولاية فلوريدا، أعلن دونالد ترامب – الذي يستعد للانتخابات الرئاسية المقبلة – أنه "يُجري مشاورات موسعة مع مستشاريه الأمنيين والعسكريين لبحث الخيارات المطروحة تجاه إيران"، موضحًا أن القرار النهائي سيُحسم خلال أسبوعين.
تصريحات ترامب، رغم أنها لا تحمل إعلانًا مباشرًا للحرب، إلا أنها تُفهم في سياق توجيه إنذار مبكر، وتُعيد للأذهان استراتيجية "أقصى ضغط" التي استخدمها خلال ولايته السابقة.
أوروبا... قلق وانسحاب دبلوماسي
في المقابل، تظهر أوروبا مرتبكة ومهزوزة في التعامل مع الأزمة. فقد أعلنت ألمانيا إغلاق سفارتها في طهران بشكل مؤقت وسحب طاقمها الدبلوماسي، في خطوة أعقبتها إجراءات مماثلة من دول أخرى مثل هولندا والسويد.
وردّت إيران بطرد دبلوماسيين أوروبيين من أراضيها، ووصفت الخطوات الغربية بأنها "خضوع للابتزاز الإسرائيلي والأمريكي". هذه التوترات الدبلوماسية ترافقت مع تحذيرات من الاتحاد الأوروبي من "مخاطر نشوب حرب إقليمية كبرى تهدد أمن الطاقة في العالم".
العالم في لحظة حرجة
تحركات واشنطن وردود أفعال أوروبا تكشف عن ديناميكيات جديدة للصراع. فبينما تميل الولايات المتحدة إلى سياسة الردع العسكري المدعوم بإشارات تصعيدية، تحاول أوروبا سحب نفسها من ساحة المواجهة، تجنبًا لتداعيات كارثية اقتصادية وأمنية قد تطال أراضيها.
وفي هذا الإطار، يؤكد خبراء في العلاقات الدولية أن "الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في اشتعال حرب تقليدية، بل في انهيار ما تبقّى من الثقة بين القوى الكبرى، ما يجعل من الصعب احتواء أي اشتباك أو حادث غير محسوب."
خاتمة
في المشهد الراهن، يبدو أن الشرق الأوسط لم يعد فقط بؤرة توتر إقليمي، بل أصبح مجددًا ساحة اختبار لإرادة القوى الكبرى، ومؤشرًا على مستقبل العلاقات الدولية في عالم مضطرب. والكل يترقب: هل ستكون القاذفات الأمريكية رسالة ردع كافية؟ أم بوابة لحرب جديدة قد تخرج عن السيطرة؟