اعداد:محمد الفحله
في تصعيد مقلق ينذر بانزلاق الأوضاع إلى ما هو أخطر، أطلقت إيران تحذيرات مباشرة إلى الغرب، مهددة بضرب قواعد عسكرية بريطانية وأمريكية وفرنسية في حال شاركت هذه الدول بشكل فعلي في دعم إسرائيل عسكريًا خلال المواجهات الحالية. جاء هذا التحذير بعد ساعات من إعلان بريطانيا إرسال مقاتلات إلى الشرق الأوسط، في خطوة اعتبرتها طهران "انحيازًا صريحًا للعدوان الإسرائيلي".
التوتر الذي يتصاعد بوتيرة متسارعة دفع إلى تعليق المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كانت تسير بوتيرة متعثرة في الأصل منذ شهور. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن "الظروف لم تعد مناسبة لاستمرار الحوار"، مشيرة إلى ضرورة مراجعة المسارات الدبلوماسية في ظل التطورات الراهنة.
ورغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت منشآت إيرانية، أكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المستويات الإشعاعية في المواقع النووية الإيرانية لم تشهد أي ارتفاع يُذكر، ما يشير – بحسب بعض المراقبين – إلى أن الهجمات ربما استهدفت البنية التحتية المحيطة دون المساس بالمواد النووية الحساسة بشكل مباشر.
التحذيرات الإيرانية لم تقف عند التصريحات، إذ أعلنت قيادة الحرس الثوري أنها وضعت "قوات الردع البعيدة المدى" في حالة تأهب قصوى، مع مناورات جوية وصاروخية قرب الخليج العربي. بالمقابل، عززت القوات الأمريكية من وجودها البحري في الخليج، وسط اتصالات حثيثة مع دول الخليج العربية لضمان أمن الملاحة وحماية مصالحها الحيوية في المنطقة.
دبلوماسيون أوروبيون أعربوا عن قلقهم العميق من تدهور الموقف، محذرين من أن "انزلاق مزيد من الأطراف إلى ساحة المواجهة سيحول النزاع إلى حرب شاملة تتجاوز حدود إيران وإسرائيل".
في ظل هذا التصعيد، يعيش العالم لحظة حرجة يتشابك فيها الأمن الإقليمي بالمصالح الدولية، وسط غياب شبه كامل لصوت العقل والدبلوماسية، وعودة شبح الحروب التقليدية إلى منطقة لم تتعاف بعد من ندوب أزماتها المزمنة.