اعداد:محمد الفحله
تتسارع وتيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن دخل التصعيد بين إسرائيل وإيران مرحلة غير مسبوقة من التوتر العسكري والدبلوماسي، في أعقاب تبادل ضربات مؤثرة بين الجانبين خلال الساعات الأخيرة.
في تطور لافت، أطلقت إيران مساء الجمعة عشرات الصواريخ الباليستية باتجاه أهداف إسرائيلية، في رد مباشر على ضربة جوية إسرائيلية وصفت بـ"المباغتة" استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة داخل إيران، أسفرت عن مقتل عدد من الضباط رفيعي المستوى. وردّت تل أبيب سريعًا بإطلاق عملية موسعة أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، زاعمةً أنها استهدفت أكثر من 400 موقع عسكري ومخابراتي في إيران.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح في مؤتمر صحفي أن هذه الضربات "أخّرت البرنامج النووي الإيراني لسنوات"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "لن تتهاون مع أي تهديد وجودي، ولن تسمح لطهران بامتلاك قدرات نووية".
من جانبها، توعدت القيادة الإيرانية بردود إضافية، مؤكدة أن "المعركة لا تزال في بدايتها" وأن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جرائمه". كما ألمحت طهران إلى احتمال استهداف قواعد عسكرية غربية في المنطقة في حال شاركت في العمليات ضد إيران.
على وقع هذه التصريحات، أعلنت بريطانيا إرسال مقاتلات إلى قواعدها في الشرق الأوسط "لدواعٍ وقائية"، فيما أبدت كل من فرنسا والولايات المتحدة دعمًا دبلوماسيًا لإسرائيل مع الدعوة إلى تفادي انفجار الوضع بشكل شامل. في المقابل، دعا الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين إلى التهدئة واستئناف المسار التفاوضي بشأن الاتفاق النووي.
الشارع الدولي، الذي لا يزال يتعافى من تداعيات الحرب على غزة، يتابع بقلق بالغ هذا الانفجار المفاجئ، خاصة مع ما يحمله من احتمالات لانجرار أطراف إقليمية ودولية جديدة إلى ساحة المواجهة، بما يهدد أمن المنطقة واستقرار أسواق الطاقة العالمية.
في ظل هذا المشهد المعقد، يظل السؤال الأهم مطروحًا: هل ما نشهده هو بداية حرب إقليمية واسعة، أم مجرد جولة جديدة من الصراع المتقطع بين الخصمين اللدودين؟