-
من القاهرة
الإتحاد TV
اللغة
عربى
English
مباشر
اللغة
English
عربى
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
تم نسخ الرابط
الصفحة الرئيسية
/
جمهورية مصر العربية
شارك
جمهورية مصر العربية
الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي: من يخضع لمن؟
مصر
دكتور.عمرو هيكل
نشر فى:
2025-05-23 03:07:41
اخر تحديث:
2025-05-23 03:12:47
الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي: من يخضع لمن؟
يشهد العالم ثورة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الآلات قادرة على التعلم، التنبؤ، واتخاذ القرارات.
وبينما يُنظر إلى هذه التقنية على أنها محفز للتقدم البشري، يلوح في الأفق وجه مظلم ينذر بتحولات عميقة في موازين السلطة، الخصوصية، وحتى الإنسانية ذاتها.
يهدف هذا المقال إلى استكشاف الجوانب المقلقة من الذكاء الاصطناعي، وطرح تساؤل جوهري: من يخضع لمن؟
أولاً: الذكاء الاصطناعي بين الأمل والخطر منذ نشأته في خمسينيات القرن الماضي، تطور الذكاء الاصطناعي
من محاكاة بدائية للعمليات الذهنية البشرية إلى منظومات قادرة على هزيمة أبطال العالم في الشطرنج، وقيادة سيارات دون سائق،
وتشخيص الأمراض بدقة تفوق بعض الأطباء. هذه القفزات التقنية خلقت موجة من النشاط ، لكنها ترافقت أيضًا بمخاوف متصاعدة بشأن الاستخدامات غير المنضبطة.
من بين هذه الاستخدامات: تحليل السلوك البشري للتنبؤ بالقرارات، تنفيذ عمليات مستهدفة عبر ألات ذكية، أو إنشاء محتوى زائف يصعب تمييزه عن الحقيقي.
هكذا يتحول الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة إلى قوة لها تأثير ملموس على حياة الأفراد والمجتمعات.
ثانيًا: من أدوات إلى مؤثرين في البداية، استُخدم الذكاء الاصطناعي كأداة لخدمة الإنسان، لكنه اليوم أصبح يشكل منظومات توجيه للرأي والسلوك.
فخوارزميات التوصية على مواقع مثل يوتيوب وفيسبوك لا تقترح فقط ما قد يُعجبك، بل توجهك نحو نمط فكري محدد، قد يعزز الاستقطاب أو يدفع نحو الخطأ .
الأمر الأخطر أن هذه الأنظمة قد تعكس تحيزات مبرمجيها أو البيانات التي تغذت عليها، ما يؤدي إلى قرارات ظالمة في التوظيف أو الإقراض المالي.
هكذا يصبح المستخدم خاضعًا لتوصيات تبدو حيادية، لكنها في الحقيقة موجهة وغير شفافة.
ثالثًا: المراقبة والخصوصية مع انتشار الكاميرات، الهواتف الذكية، والمساعدات الرقمية، أصبح الذكاء الاصطناعي العمود الفقري لنظم المراقبة الحديثة.
فاليوم، تُستخدم تقنيات التعرف على الوجه والصوت وتحليل المشاعر في تتبع الأفراد ومراقبة تحركاتهم، أحيانًا دون علمهم.
رابعًا: الفجوة الأخلاقية والتشريعية بينما تتسابق الشركات لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا، تظل التشريعات عاجزة عن اللحاق بها.
فلا توجد حتى الآن معايير عالمية ملزمة لأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب أمام الاستخدام التجاري المنفلت.
جهود بعض الدول نحو "اللائحة العامة للذكاء الاصطناعي" تمثل خطوة مهمة، لكنها ما تزال في مراحلها الأولى.
في المقابل، تعتمد دول أخرى نهجًا laissez-faire يشجع الابتكار دون ضبط كافٍ.
أما الشركات الكبرى، فهي تُمارس ضغطًا لتجنب أي قيد يُبطئ من تسارعها التكنولوجي.
خامسًا: الذكاء الاصطناعي العام والسيناريوهات المستقبلية الذكاء الاصطناعي العام (AGI) هو النموذج الأكثر طموحًا،
حيث تمتلك الآلة وعيًا عامًا وقدرة على الفهم والتعلم في جميع المجالات، بما يشبه الذكاء البشري.
يرى البعض أن هذا هو المستقبل، بينما يراه آخرون تهديدًا وجوديًا.
و إنني أحذر كما يحذر معظم الخبراء حول العالم من أن تطور AGI قد يؤدي إلى نقطة تفقد فيها البشرية السيطرة،
وتُصبح الآلة قادرة على اتخاذ قرارات لا يمكن التنبؤ بها أو إيقافها.
هنا يتحول التساؤل من تنظيري إلى وجودي: هل سنظل نتحكم في الذكاء الاصطناعي أم سنصبح خاضعين له؟
و في الختام إن الذكاء الاصطناعي أداة قوية، بقدر ما تُمكّن البشرية، قد تُهددها إذا تُركت دون حوكمة وضوابط.
"من يخضع لمن؟" ليس سؤالًا مستقبليًا، بل معضلة نعيشها الآن.
والجواب رهن بإرادتنا في أن نعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية، لا كصراع، بل كشراكة تحترم القيم والحدود والكرامة الإنسانية.
بقلم
دكتور . عمرو هيكل
محاضر و إستشاري التحول الرقمي و الأمن السيبراني
عميد أكاديمية الإتحاد الوطني لإعداد القادة
الذكاء
الاصطناعي
AGI
إقرأ ايضاً
الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي: من يخضع لمن؟
توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين مؤسسة الجود الخيرية وتطبيق WEDDnGO وتطبيق Muzz لرعاية حفل زفاف خيري لـ50 عروسة
الرئيس التنفيذى لمؤسسة مصر الخير: هدفنا تدريب الطلاب والمعلمين والإداريين وأولياء الأمور بالمدارس والجامعات على التثقيف المالي
الاتحاد الوطني يهنئ فخامة الرئيس السيسي بمناسبة عيد العمال
بيان " الاتحاد الوطني " ل دعم مؤسسات الدوله
أول تعليق من «حماس» على الضربات الأمريكية ضد «الحوثي» في اليمن
مكتب نتنياهو يكشف تفاصيل جلسة استكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة (تفاصيل
السودان يتهم الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بالتواطؤ في إبادة جماعية