اعداد: محمد الفحله
وصل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى مدينة جدة في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض ونيودلهي في مجالات الاقتصاد، الطاقة، التكنولوجيا، والدفاع، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات استراتيجية متسارعة.
وكان في استقبال مودي عدد من كبار المسؤولين السعوديين، حيث أقيم له استقبال رسمي في مطار الملك عبد العزيز الدولي، قبل أن يتوجه إلى الديوان الملكي للقاء ولي العهد
الأمير محمد بن سلمان. وتأتي هذه الزيارة في سياق توثيق الشراكة الاقتصادية والسياسية بين البلدين، والتي باتت أكثر وضوحًا خلال السنوات الأخيرة.
وقال بيان صادر عن السفارة الهندية في الرياض إن "الزيارة تمثل خطوة نوعية في مسار العلاقات السعودية الهندية، وستركز على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، وأمن الغذاء، والتحول الرقمي، وتوسيع الاستثمارات المتبادلة".
ومن المرتقب توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية خلال الزيارة، تشمل مشروعات في قطاعات البنية التحتية والتقنيات المتقدمة، إلى جانب تفاهمات جديدة في مجال العمالة وتبادل الخبرات التقنية.
وتُعد الهند من أكبر شركاء السعودية التجاريين، حيث تتجاوز التبادلات التجارية السنوية بين البلدين 40 مليار دولار. كما أن الجالية الهندية في السعودية تُعد من الأكبر عددًا، وتلعب دورًا محوريًا في سوق العمل والخدمات.
وتحمل زيارة مودي أيضًا أبعادًا جيوسياسية، في ظل التوترات الإقليمية وتنامي دور الهند في الشؤون الدولية. ويرى مراقبون أن التقارب السعودي الهندي يعكس سعي الرياض لتنويع تحالفاتها الدولية، خاصة في مجالات الاقتصاد والطاقة، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الغرب فقط.
ومن المتوقع أن يختتم مودي زيارته بلقاء رجال أعمال سعوديين وهنود في منتدى اقتصادي يُعقد في جدة، لبحث فرص الاستثمار المشتركة، خاصة في ظل رؤية السعودية 2030 التي تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الإقليمي والدولي.
