اعداد: محمد الفحله
في قفزة تاريخية غير مسبوقة، تجاوزت أسعار الذهب حاجز 3500 دولار للأونصة في الأسواق العالمية، مدفوعة بتصريحات نارية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي وجه انتقادات لاذعة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، محملًا إياه مسؤولية "الفشل في احتواء التضخم وفوضى الأسواق المالية".
وأثار خطاب ترمب، الذي ألقاه خلال مؤتمر اقتصادي في فلوريدا، موجة من القلق في أوساط المستثمرين، بعد وصفه السياسات النقدية الحالية بأنها "عاجزة وخطيرة"، ملوّحًا بتغييرات محتملة في قيادة البنك المركزي إذا أعيد انتخابه في نوفمبر المقبل.
تزامن ذلك مع تزايد المخاوف العالمية من تباطؤ اقتصادي واسع، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، ما عزز توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي يعتبر تقليديًا مخزنًا للقيمة في أوقات الأزمات.
وقال محللون في "بلومبرغ" إن هذه القفزة تعكس "مزيجًا نادرًا من العوامل"، تشمل عدم اليقين السياسي الأميركي، وتباطؤ النمو الصيني، وانخفاض الثقة في الدولار، إلى جانب تفاقم النزاعات المسلحة التي تهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وبحسب بيانات بورصة نيويورك، بلغ سعر الذهب في تداولات اليوم 3512 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن النفيس في تاريخه الحديث. ومن المتوقع أن تستمر هذه الوتيرة التصاعدية في حال بقيت المؤشرات الاقتصادية والسياسية على حالها.
وعلّق خبراء في السوق على الوضع بقولهم إن "الذهب لم يعد فقط ملاذًا آمنًا، بل بات تعبيرًا مباشرًا عن فقدان الثقة في المؤسسات المالية التقليدية"، مشيرين إلى احتمال أن يتجاوز الذهب حاجز 3600 دولار قريبًا إذا استمرت الضغوط.
هذا الارتفاع ينعكس أيضًا على الأسواق المحلية، حيث بدأت بعض الدول بتعديل سياساتها النقدية لمواكبة القفزة في أسعار المعادن، فيما ينتظر المستثمرون أي إشارة من الفيدرالي الأميركي حول إمكان تغيير سعر الفائدة في محاولة لاستعادة التوازن.
