اعداد: محمد الفحله
يُعد السادس من أكتوبر عام 1973 علامة فارقة في تاريخ الأمة المصرية والعربية، يومٌ استعاد فيه المصريون والعرب كرامتهم بعد سنوات من الاحتلال والانكسار. ففي هذا اليوم المجيد، سطّر الجيش المصري واحدة من أعظم البطولات العسكرية في القرن العشرين، حيث نجح في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين، في معركة جسدت أسمى معاني التضحية والفداء.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد مواجهة عسكرية لاسترداد الأرض المحتلة، بل كانت أيضًا معركة للإرادة والصمود والإيمان بعدالة القضية. فقد أثبت الجندي المصري أن العقيدة القتالية الصلبة والإصرار على النصر قادران على هزيمة أقوى الترسانات العسكرية.
دروس مستفادة من الحرب
الإرادة تصنع المعجزات: فقد حققت مصر نصراً باهراً رغم التحديات العسكرية والسياسية.
وحدة الصف العربي: شاركت عدة دول عربية في دعم مصر وسوريا، مما جسّد وحدة الموقف العربي أمام التحديات.
أهمية التخطيط والسرية: كان عنصر المفاجأة والتخطيط الدقيق أحد أهم أسباب نجاح العبور.
قيمة الإيمان والروح المعنوية: أثبت الجنود أن السلاح الحقيقي هو الثبات والإيمان بالنصر.
نماذج من التضحية والفداء
الجندي المقاتل على خط النار الذي لم يتردد في اقتحام أصعب النقاط الحصينة رغم إدراكه خطورة المهمة، فكان يقدم حياته في سبيل أن يحيا الوطن.
قوات المهندسين العسكريين الذين عبروا القناة تحت وابل النيران، وفجروا الساتر الترابي بخراطيم المياه، في ملحمة هندسية غير مسبوقة.
أبطال سلاح الجو الذين افتتحوا الحرب بضربة جوية ناجحة مهدت الطريق للعبور، مقدمين أرواحهم فداءً للوطن.
الشهداء والمفقودون الذين لم يعودوا إلى بيوتهم، لكن ذكراهم ما زالت حاضرة في وجدان كل مصري.
خاتمة
إن حرب السادس من أكتوبر لم تكن فقط نصرًا عسكريًا، بل كانت درسًا للأجيال في قيمة التضحية والانتماء واليقين بعدالة القضية. وهي تظل ملهمة لكل المصريين والعرب، بأن الإرادة الصلبة قادرة على صنع المستحيل، وأن دماء الشهداء الزكية كانت وستظل وقودًا لمسيرة الكرامة والعزة.