الواقع المحلي وانفجار الغضب
شهدت مدينة السويداء السوريه مظاهرات حاشده تحت شعار "حق تقرير المصير" ، حيث رفع متظاهرون شعارات لافته منها "الشعب يريد دخول إسرائيل" ، وظهرت أعلام الاحتلال إلى جانب صور الشيخ حكمت الهجري .
📌 هذه الخطوه غير المسبوقه تعبّر عن حالة يأس اجتماعي وسياسي متراكم ، إذ فقد المواطنون الثقه في قدرة الدوله والجيش والميليشيات على توفير الحمايه أو تحسين الواقع المعيشي ، ما دفع بعض الأصوات للتوجه نحو خيارات صادمه كرفع العلم الإسرائيلي أو المطالبه بعلاقه مباشره مع الاحتلال .
💫 المحور الثاني :
موقف الدروز والبعد الطائفي
📌 المظاهرات الأخيره تعكس حالة انقسام داخل المكوّن الدرزي في سوريا ، فبينما يتمسك بعض الرموز بمرجعية الدوله السوريه ووحدة الأراضي ، يتبنى آخرون خطابًا انفصاليًا أو على الأقل يلوّحون بخيارات بديلة .
هذا الانقسام يُستغل خارجيًا لإشعال الفتنه الطائفيه ، حيث تعمل قوى إقليميه على استخدام الأقليات كورقة ضغط على النظام السوري ، ما يعزز المخاوف من دفع السويداء نحو سيناريو "الانفصال الناعم" أو الحكم الذاتي على غرار ما حدث في شمال العراق .
💫 المحور الثالث :
البعد الإقليمي ومشروع "ممر داوود"
📌 طرح بعض المحللين ، ومنهم الإعلامي أحمد موسى ، أن ما يجري في السويداء ليس مجرد احتجاج داخلي ، بل جزء من خطه إسرائيليه تُعرف باسم "ممر داوود" . 📌 هذا المشروع يقوم على مد شريان جغرافي – أمني يمتد من الجولان حتى الحدود العراقيه عبر الجنوب السوري ، في محاوله لخلق نفوذ إسرائيلي مباشر يمهد لرؤية "إسرائيل الكبرى" . 📌 ومع أن هذه الفكره ما زالت في إطار استراتيجي أكثر من كونها خطه عمليه ، فإن التلويح بها يعكس وجود نيَّه إسرائيليه لاستغلال الأزمات السوريه لتفكيك وحدة الدوله وفتح مسارات جديده في عمق المنطقه .
المحور الرابع :
السيناريوهات المستقبليه والتحديات
السيناريو الأول :
استمرار المظاهرات واتساعها قد يؤدي إلى مطالبات علنيه بانفصال السويداء ، وهو ما سيضع دمشق أمام اختبار وجودي جديد .
السيناريو الثاني :
تدخل الدوله السوريه أمنيًا وسياسيًا لاحتواء الأزمه ، مع إعطاء الدروز ضمانات أكبر بالأمن والخدمات ، لتجنب انجراف المنطقه نحو خيارات خطيره .
السيناريو الثالث :
استغلال خارجي مباشر للأزمة عبر دعم تيارات انفصاليه ، وهو ما يهدد بتحويل الجنوب السوري إلى خاصره رخوه تسهّل تنفيذ المخططات الإسرائيليه .
السيناريو الرابع :
فشل مشروع "ممر داوود" بسبب المعارضه الإقليميه القويه من الأردن والعراق وتركيا ، إضافه إلى كلفة التوسع الإسرائيلي وصمود جزء من الشعب السوري في مواجهة هذه المخططات .
---
ختامّآ :
ما يحدث في السويداء اليوم هو مزيج بين غضب داخلي متراكم ، وانقسام مجتمعي خطير ، واستغلال خارجي يراد منه إضعاف سوريا أكثر فأكثر .
وبينما تبدو بعض الشعارات صادمه مثل "الشعب يريد دخول إسرائيل" ، فإنها في جوهرها تعكس مأساة عميقه يعيشها مواطنون فقدوا الأمل في الدوله وفي الحمايه الوطنيه .
المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات ، لكن المؤكد أن الأحداث جزء من صراع أوسع على سوريا والمنطقه ، حيث تتقاطع حسابات الداخل مع مشاريع إسرائيليه كبرى تسعى لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسيه في الشرق الأوسط .
